قال الفراء: وإنما سُمّوا ذرية لأن آباءهم كانوا من القبط، وأمهاتهم من بني إسرائيل، كما يقال لأولاد أهل فارس الذين خرجوا (١) إلى اليمن: الأبناء، لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم (٢). والذرية: العقب من الصغار والكبار (٣).
﴿عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ﴾ مَنْ رد الكناية في (قومه) إلى (فرعون) رد الكناية في قوله: (وملائهم) إلى (الذرية)، ومن رد الكناية إلى (موسى) رد الكناية في (قومه) إليس (٤).
وقال الفراء: إنما قال: (وملائهم) بالجمع، وفرعون واحد، لأن المَلِك إذا ذكر ذهب الوهم (٥) إليه وإلى أصحابه، كما يقال: قدم الخليفة، يراد هو ومن معه، ويجوز أن يكون أراد بفرعون (آل فرعون)، كما قال: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ (٦) و ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ﴾ (٧) (٨).
(٢) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٧٥، وعنه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٥٠، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ١٤٥.
(٣) "جامع البيان" للطبري ١١/ ١٥٠، "المصابيح" للوزير المغربي (ل ١٥٣/ ب).
(٤) في (ت): إلى فرعون.
(٥) في (ت): التوهم.
(٦) يوسف: ٨٢.
(٧) الطلاق: ١.
(٨) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٧٦ - ٤٧٧، وعنه الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٥٠ - ١٥١. =