قالوا جميعًا: فأخذ رسول الله ثُلث أموالهم (١) وترك الثلثين؛ لأن الله تعالى قال: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً﴾ ولم يقل: أموالهم، فلذلك لم يأخذها كلها.
وقال الحسن وقتادة: هؤلاء سوى الثلاثة الذي خُلّفوا (٢).
﴿تُطَهِّرُهُمْ﴾ بها من ذنوبهم، القراءة بالرفع حالًا لا جوابًا؛ أي: خذ من أموالهم صدقةً مُطهِّرةً ومزيةً لهم (٣)،
كقول الحطيئة (٤):

= عن معمر، عن الزهري.. بنحوه.
وليس في رواية الطبري التصريح بذكر سبب النزول.
قال الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١٦: وأولى هذِه الأقوال بالصواب في ذلك، قول من قال: نزلت هذِه الآية في المعترفين بخطأ فعلهم في تخلفهم عن رسول الله - ﷺ -، وتركهم الجهاد معه، والخروج لغزو الروم، حين شخص إلى تبوك، وأن الذين نزل ذلك فيهم جماعة؛ أحدهم أبو لبابة..
(١) في (ت): أمواله.
(٢) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤٩٦، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٠٠.
(٣) ذكره الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ٤٦٧ ثم قال: والأجود أن يكون تطهرهم للنبي - ﷺ -.
(٤) هو جرول بن أوس بن مالك بن جؤية بن مخزوم العبسي، الشاعر المشهور، يكنى أبا مليكة، من المخضرمين، لقب بالحطيئة لقصره، قال الأصبهاني: كان من فحول الشعراء ومقدّميهم وفصحائهم، وكان يتصرف في جميع فنون الشعر وكان كثير الهجاء، عاش إلى خلافة معاوية.
"الأغاني" للأصفهاني ٢/ ١٤٩، "الإصابة" لابن حجر ٣/ ١٠،
والبيت في "ديوانه" (ص ٥٣)، "إصلاح المنطق" لابن السكيت (١٩٨)، =


الصفحة التالية
Icon