فلما كادوا أن يقتلوه، قال لهم يهوذا: أليس قد أعطيتموني موثقًا لا (١) تقتلوه؛ فانطلقوا به إلى الجُبِّ ليطرحوه، فجعلوا يدلونه في (٢) البئر؛ فيتعلق بشفير البئر؛ فربطوا يديه ونزعوا قميصه؛ فقال: يا إخوتاه! رُدّوا عليَّ القميص أَتَوارى به في الجبَّ. فقالوا: ادع الشمس والقمر والأحد عشر كوكبًا تؤنسك. قال: إني لم أر شيئًا. فدلوه في البئر، حتَّى إذا (٣) بلغ نصفها ألقوه؛ إرادة أن يموت، فكان في البئر ماء فسقط فيه، ثم آوى إلى صحرة فيها فقام عليها، فلما ألقوه في الجبِّ جعل يبكي، فنادوه، فظن أنها رحمة أدركتهم فأجابهم، فأرادوا أن يرضخوه بالحجارة (٤) فيقتلوه، فقام يهوذا فمنعهم، وقال: قد أعطيتموني موثقًا (ألا تقتلوه) (٥). وكان يهوذا يأتيه بالطعام (٦).

(١) في (ن): أن لا.
(٢) في (ن): في به.
(٣) ساقطة من (ن).
(٤) في (ن): بصخرة.
(٥) في (ك): أن تقتلوه.
(٦) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٥٧٤ بتمامه، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢١١٠.
قال ابن حيان: ذكر المفسرون أشياء تتضمن كيفية إلقائه في غيابة الجبِّ، ومحاورته لهم بما يلين الصحر، وهم لا يزدادون إلا قساوة، ولم يتعرض القرآن الكريم ولا الحديث الصحيح لشيء منها. انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٢٨٧.
قلت: وهذِه من الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل.


الصفحة التالية
Icon