ليطلب لهم الماء (١) فذلك قوله تعالى: ﴿فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ﴾ والوارد: الَّذي يتقدم الرفقة إلى الماء فيهيئ الأرشية والدِّلاء (٢).
فوصل إلى البئر ﴿فَأَدْلَى﴾ فيها ﴿دَلْوَهُ﴾ أي: أرسلها، يقال: أدْلَيْت الدَّلو في البئر إذا أرسلتها فيها، ودَلَوتها دلوًا إذا أَخْرَجْتها منها (٣).
فتعلق يوسف عليه السلام بالحبل (٤)، فلما خرج فإذا هو بغلام أحسن ما يكون من الغلمان. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قد أوتي (٥) يوسف شطر (٦)

= للماوردي ٣/ ١٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ١٥٢، وينظر "المحرر الوجيز" لابن عطية ٧/ ٤٦١، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٤/ ٤٧٣.
(١) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٣/ ١٧، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٢٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ١٥٢.
(٢) الأرشية: جمع رشا، وهو: الحبل الَّذي يكون رسنًا للدلو. انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١١/ ٤٠٦ (رشا)، "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٢٢٣ (رشا).
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١٤/ ١٧١ (دلو). وهو قول عامة أهل اللغة، انظر: "البسيط" للواحدي (١٠٦ ب).
(٤) قاله ابن عباس، كما في "البسيط" للواحدي (١٠٧ أ)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ١٩٤.
وقاله قتادة، أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٣٠٢، والطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٢، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢١١١.
وقاله السدي، أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١/ ١٦، وذكره عنه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٩/ ١٥٣.
(٥) في (ن)، (ك): أعطي.
(٦) في (ك): شعرًا.


الصفحة التالية
Icon