المتقون تجري من تحتها الأنهار) (١).
والعرب تفعل هذا كثيرًا بالمِثْل والمَثَل كقوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ (٢) أي ليس كهو.
وقيل: معناه للذين استجابوا لربهم الحسنى مثل الجنة بدل منها (٣).
وقال مقاتل: معناه شبه الجنة التي وعد المتقون في الخير والنعمة والخلود والبقاء كشبه النار في العذاب والشدة والخلود (٤).
قوله تعالى: ﴿أُكُلُهَا دَآئِمٌ﴾ لا ينقطع ولا يفنى (٥) ﴿وَظَلُهَا﴾ ظليل لا يزول (٦).
وهذا رد على الجهمية (٧) حيث قالوا: إن نعيم الجنة يفنى.

(١) ما بين القوسين ساقطة من الأصل ومثبت من (ن)، (ك).
(٢) الشورى: ١١.
(٣) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٣٣٤.
(٤) "تفسيره" (١٩١ أ).
(٥) قاله الحسن كما في "البسيط" للواحدي (١٨٦ أ)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٣٣٤. وكذلك قاله الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٧٢.
(٦) قال الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٧٢ وظلها أيضًا دائم؛ لأنه لا شمس فيها.
وانظر: "البسيط" للوا حدي (١٨٦ أ)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٣٣٤.
(٧) الجهمية: أتباع جهم بن صفوان الراسبي، تلميذ الجعد بن درهم لهم معتقدات سيئة قال عنه الذهبي: الضال المبتدع: من معتقداته أن الجنة والنار تبيدان وتفنيان. وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط. انظر: "التنبيه والرد" لأبي الحسين الشافعي ١١٢/ ١٥٨٤، "مقالات الإسلاميين" لأبي الحسن الأشعري (٢١١)، "الملل والنحل" للشهرستاني ١/ ٨٦.


الصفحة التالية
Icon