وكان (١) ابن مسعود يقرؤها: (وعادًا وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله) ثم يقول: كذب النسابون (٢).
﴿جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ﴾ قال ابن مسعود رضي الله عنه: عضّوا على أيديهم غيظا (٣)، ومثله قال ابن زيد وقرأ: ﴿عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾ (٤).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لما سمعوا كتاب الله تعالى عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم (٥) وقال مجاهد وقتادة: كذبوا

(١) في الأصل: قال.
(٢) قد أسند الطبري ذلك إلى عبد الله بن مسعود رضي الله أنه كان يقرؤها (وعادًا وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله) ثم يقول: كذب النسابون. "جامع البيان" ١٣/ ١٨٧. وقال الإمام عبد الرحمن الأثري (٩٨٧) حديث: كذب النسابون قال الله تعالى ﴿وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا﴾ رواه ابن عساكر وابن سعد به مرفوعاً، "تمييز الطيب" لعبد الرحمن الشيباني (ص ١٣٦)، وقال العلامة القرطبي: قد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لمّا سمع النسابين ينسبون إلى معد بن عدنان ثم زادوا فقال: كذب النسابون، إن الله يقول: ﴿لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ﴾.
وقال ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: بين عدنان وإسماعيل عليه السلام ثلاثون أباً لا يعرفون، وقد ذكر القرطبي قول ابن مسعود -رضي الله عنه- المذكور. "الجامع لأحكام القرآن" ٩/ ٣٤٤، وأثر ابن عباس -رضي الله عنه- في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١٣٤، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٩/ ٣٤٤ - ٣٤٥.
(٣) قد أسند الطبري إلى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وابن زيد هذا القول في "جامع البيان" ١٣/ ١٨٨.
(٤) آل عمران: ١١٩.
(٥) أسند الطبري إلى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أثره في "جامع البيان" ١٣/ ١٨٩.


الصفحة التالية
Icon