مما يصلح الناس من معايشهم (١) هي التي يرمى (٢) بها فهو والله طيُّ الدنيا وهلاك الخلق الذي فيها، وإن كانت (٣) نجومًا غيرها، وهي

= يقابله من ساعته في المشرق في كل ليلة إلى ثلاثة عشر يومًا وهكذا منجم منها إلى انقضاء السنة ما خلا الجبهة، فإن له أربعة عشر يومًا فتنقضي جميعها -ثمانية وعشرون- مع انقضاء السنة، وإنما سمي نوءًا؛ لأنه إذا سقط الغارب ناء الطالع، وذلك الطلوع هو النوء، وبعضهم يجعل النوء السقوط، كأنه من الأضداد، وكان العرب -وغيرهم- تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها، وقال الأصمعي: إلى الطالع منها؛ لأنه في سلطانه فتقول: مطرنا بنوء كذا، "لسان العرب" لابن منظور ١/ ١٧٥ - ١٧٦ (نوأ) أقول وقد أخرج الشيخان عن زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال: صلى لنا رسول الله - ﷺ - الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: "هل ترون ماذا قال ربكم؟ " قالوا: الله ورسله أعلم، قال: "قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كلافر بي ومؤمن بالكواكب" البخاري في كتاب الأذان، باب يستقبل الإِمام الناس إذا سلم (٨٤٦)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء وفيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: قال: "ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين، ينزل الله الغيب فيقولون: بكواكب كذا وكذا"، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: مطر الناس على عهد النبي - ﷺ - فقال النبي - ﷺ -: "أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر"، قالوا: هذِه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، قال: فنزلت هذِه الآيات ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥)﴾ حتى بلغ ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)﴾ [الواقعة: ٧٥ - ٨٢]. والأحاديث الثلاثة في "صحيح مسلم" (٧١، ٧٢، ٧٣).
(١) في (م): معاشهم.
(٢) في (ز): رمي.
(٣) في (ز): كان.


الصفحة التالية
Icon