إهابًا ليجعله سقاء قلت: أسْقيته، وكذلك إذا قلت له سقاك الله قلت أسْقيته، قال ذو الرمة:

وقفت على رسم لمية ناقتي فما زلت أبكي عنده وأخاطبه (١)
وأسقيه حتَّى كاد مما أبثه تكلمني أحجاره وملاعبه
وقال المؤرج: ما تناله الأيدي والدلاء فهو السقي وما لا تناله الأيدي والدلاء فهو الاستقاء ﴿وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ يعني: المطر، قال سفيان: ممانعين.
٢٣ - قوله عز وجل: ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (٢٣)﴾
بأن نميت جميع الخلق فلا يبقى حيّ سوانا، نظيره قوله تعالى ﴿إِنَّا
= المجرد- تسقى، يسقون، نسقي لسقى الحرث والدواب، وفي قوله تعالى {وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا﴾ ورد الفعل المزيد للأنعام والإنس، وفي قوله تعالى: ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾ ورد الفعل المجرد لأهل الجنّة. فقال الشيخ محمد أمين: والتحقيق أن أسقي وسقى لغتان معناهما واحد كأسرى وسرى، والدليل على ذلك القراءتان السبعيتان في قوله تعالى ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ﴾ وقول لبيد:
سقى قومي بني مجد وأسقي نميرا والقبائل من هلال
"أضواء البيان" للشنقيطي ٣/ ١٢٦، باختصار.
(١) ذكر ابن منظور (سقى) البيت كالآتي:
وقفت على ربع لمية ناقتي فما زلت أسقي ربعها وأخاطبه
"لسان العرب" لابن منظور ١٤/ ٣٩١.


الصفحة التالية
Icon