المسجد فقالوا: نبيع دورنا ونشتري دورًا قريبة من المسجد فأنزل الله هذِه الآية وفيهم نزلت ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾ (١) قال الأوزاعي ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ﴾ يعني: المصلين في أول الأوقات ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ﴾ منكم (٢) يعني: (المصلين في) (٣) آخر الأوقات، وقال (مقاتل بن حيان) (٤) المستقدمين والمستأخرين في صفّ القتال. وقال ابن عيينة: يعني: من يسلم ومن لا يسلم (٥).

= هذِه الآيات فيهم، وبنو سلمة -بكسر اللام- بطن من الخزرج، من الأزد، من القحطانية وهم بنو سلمة بن سعد بن علي بن راشد -أسد- ابن سارة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، منهم جابر بن عبد الله راوي الحديث، وأبوه -عبد الله- من نقباء العقبة. "معجم قبائل العرب" لعمر كحالة ٢/ ٥٣٧، "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم (ص ٣٥٨).
(١) يس: ١٢.
(٢) من الأصل.
(٣) في (ز)، (م): المؤخرين صلاتهم إلى.
(٤) سقط من (م)، وعلق البغوي هذا القول أيضًا فيما سبق.
(٥) ذكر البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٣٧٧ معلقًا. وقال شيخ المفسرين بعد أن ذكر أكثر الأقوال في تفسير الآية: وأولى الأقوال عندي في ذلك بالصحة قول من قال معنى ذلك: ولقد علمنا الأموات منكم يا بني آدم، فتقدم موته، ولقد علمنا المستأخرين الذين أستأخر موتهم ممن هو حي ومن هو حادث منكم ممن لم يحدث بعد؛ لدلالة ما قيله من الكلام، وهو قوله تعالى: ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (٢٣)﴾ وما بعده وهو قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ﴾ على أن ذلك كذلك إذ كان بين هذين الخبرين ولم يجر قبل ذلك ما يدل على خلافه ولا جاء بعد. "جامع البيان" ١٤/ ٢٦.


الصفحة التالية
Icon