وروى ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: هو الطين المنتن. واختاره الكسائي وقال: هو من قول العرب: صلَّ اللحم وأصل إذا أنتن ﴿مِنْ حَمَإٍ﴾ جمع الحماة ﴿مَسْنُونٍ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو التراب المبتل المنتن فجعل صلصالًا كالفخار، ومثله قال مجاهد وقتادة قالا: المنتن المتغير (١)، وقال الفراء (٢): هو المتغير وأصله من قول العرب: سننت الحجر على الحجر إذا حككته به، وما يخرج من بين الحجرين يقال له: السنين والسنانة ومنه المسن.
وقال أبو عبيدة: يعني المصبوب، وهو من قول العرب: (سننت الماء على الوجه و) (٣) غيره إذا صببته. وقال سيبويه: المسنون المصور، أخذ من سنة الوجه، وهي (٤) صورته، قال ذو الرمة:

= الطبري من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: الصلصال: الماء يقع على الأرض الطيبة ثم يحسر عنها، فتشقق ثم تصير مثل الخزف الرقاق. "جامع البيان" للطبري ١٤/ ٢٨.
(١) هذِه الأقوال كلها مسندة في "جامع البيان" ١٤/ ٢٨ وذكرها البغوي أيضًا في "معالم التنزيل" ٤/ ٣٧٨.
(٢) قال في كتابه: ويقال: إن الصلصال طين حر خلط برمل فصار يصلصل كالفخار، والمسنون المتغير والله أعلم أخذ من: سننت الحجر على الحجر، والذي يخرج مما بينهما يقال له: السنين، "معاني القرآن" ٢/ ٨٨. زاد الطبري عن بعض أهل الكوفة: ويكون ذلك منتنًا، وقال منه: سمي المسن؛ لأن الحديد يسن عليه. "جامع البيان" ١٤/ ٢٩، وانظر "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٠/ ٢٢.
(٣) في الأصل: سنت الماء على الوجه أو، والمثبت من (ز)، (م)، وكذلك في "جامع البيان" للطبري ١٤/ ٢٩، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٠/ ٢٣.
(٤) في الأصل: هو.


الصفحة التالية
Icon