عنه: هي نار لا دخان لها، والصواعق تكون منها، وهي نار بين السماء وبين الحجاب فإذا أحدث أمرًا أحرقت (١) الحجاب فهوت (٢) إلى ما أمرت به، فالهدة التي تسمعون حرق (٣) ذلك الحجاب.
وروى أبو روق (٤) عن الضحاك (٥)، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم: الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة، قال: وخلق الجن الذين ذكروا في القرآن

(١) في "المعالم": خرقت.
(٢) في (ز): فهذت.
(٣) في (ز)، (م): خرق.
(٤) أبو روق عطية بن الحارث الكوفي، الهمداني، صدوق.
(٥) الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو القاسم، صدوق كثير الإرسال.
وقد أسند الطبري هذا الأثر بهذا الطريق في "جامع البيان" ١٤/ ٣٠، وتبعه البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٣٧٩، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٢٣ وقد ذكر القرطبي وابن كثير حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم" أخرجه الإمام مسلم كتاب الزهد والرقاق، باب في أحاديث متفرقة (٢٩٩٦)، فالآيات المحكمات وضحت أطوار خلق آدم من تراب، الطين اللازب، من حمإٍ منسون من صلصال كالفخار، وكذلك خلق الجان من نار السموم ومن مارج من نار، وتبين لنا ذلك وتأكد بالحديث المرفوع الصحيح كما تبين خلق الملائكة من نور، فالاكتفاء بمحكم الكتاب وصحيح السنة أولى من تتبع الآثار الواهية والأقوال المختلفة فنعوذ بالله من الحرص على إكثار الأسفار.


الصفحة التالية
Icon