في هذا الأمر فقال قوم: هو الساعة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما لما أنزل الله تعالى ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)﴾ (١) قال الكفار بعضهم لبعض: إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا: ما نرى شيئًا فأنزل الله تعالى ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ﴾ (٢) الآية فأشفقوا وانتظروا قُرب الساعة، فلما امتدت الأيام قالوا: يا محمد! ما نرى شيئًا مما تخوِّفُنا به فأنزل الله سبحانه ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ﴾ فوثب النبي (٣) - ﷺ - ورفع الناس رُءُوسهم (٤) إليه فنزلت (٥) ﴿فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ فاطمأنوا (٦).

(١) القمر: ١
(٢) الأنبياء: ١.
(٣) في (أ): رسول الله، وفي (ز)، (م)، والمعالم: النبي - ﷺ -.
(٤) زاد البغوي: وظنوا أنها قد أتت حقيقة. "معالم التنزيل" ٥/ ٨، وعند القرطبي: فوثب رسول الله - ﷺ - والمسلمون وخافوا فنزلت ﴿فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ فاطمأنوا، فقال النبي - ﷺ -: "بعثت والساعة كهاتين.. " "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٦٦.
(٥) في (أ): فنزل.
(٦) ذكر البغوي والقرطبي هذا الأثر نحوه عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال الطبري: حدثنا القاسم قال: حدثني حجاج عن ابن جريج قال: لما نزلت هذِه الآية، يعني ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ قال رجال من المنافقين بعضهم لبعض: إن هذا يزعم أن أمر الله أتى فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعلمون حتى تنظروا ما هو كائن، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا: ما نراه نزل شيء فنزلت ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١)﴾ فقالوا: إن هذا تزعم مثلها أيضًا، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا: ما نراه نزل شيء فنزلت ﴿وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٨)﴾ [هود: ٨] "جامع البيان" ١٤/ ٧٥.


الصفحة التالية
Icon