رواية (عبيد بن) (١) سليمان، عن الضحاك قال: من عمل صالحًا وهو مؤمن في فاقة أو ميسرة فحياته طيبة، ومن أعرض عن ذكر الله فلم يؤمن بربه ولم يعمل صالحًا فمعيشته ضنك لا خير فيها.
وقال أبو بكر الوراق: هي حلاوة الطاعة وقال الوالبي (٢) عن ابن عباس رضي الله عنهما: هي سعادة، وقال مجاهد وقتادة وابن زيد رحمهم الله: هي الجنة (٣) ومثله رواية عوف (٤) عن الحسن وقال: لا تطيب الحياة لأحد إلا في الجنَّة ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا
(٢) أسند الطبري هذا الأثر فقال: حدثني المثنى وعلي بن داود قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثني معاوية عن علي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ قال: السعادة. "جامع البيان" ١٤/ ١٧١، وذكر ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٤٨٩ نحوه.
(٣) هكذا أسند الطبري إلى مجاهد وقتادة وابن زيد في المرجع المذكور، وقد تقدم ذكر هؤلاء الثلاثة.
(٤) أخرج الطبري رواية عوف عن الحسن كذلك فيما سبق ثم قال: وأولى الأقوال بالصواب قول من قال: تأويل ذلك: فلنحيينه حياة طيبة بالقناعة، وذلك أن من قنعه الله بما قسم له من رزق لم يكثر للدنيا تعبه، ولم يعظم فيها نصبه ولم يتكدر فيها عيشته بإتباعه بقية ما فاته منها حرصه على ما لعله لا يدركه فيها وذلك أن أكثر العاملين لله تعالى بما يرضاه من الأعمال لم نراهم رزقوا الرزق الكثير من الحلال في الدنيا، ووجدنا ضيق العيش عليهم أغلب من السعة. "جامع البيان" ١٤/ ١٧٢.
الصفحة التالية