قال قتادة (١): أخذ بنو المغيرة عمارًا وغطوه في بئر ميمون وقالوا

= أربعة أقوال أحدهما: أنه نزل في عمار بن ياسر، أخذه المشركون فعذبوه فأعطاهم ما أرادوا بلسانه، رواه مجاهد عن ابن عباس وبه قال: قتادة. "زاد المسير" ٤/ ٤٩٥.
روى الطبري بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية، وذلك أن المشركين أصابوا عمار بن ياسر - رضي الله عنه - فعذبوه ثم تركوه، فرجع إلى رسول الله - ﷺ - فحدثه بالذي لقي من قريش، والذي قال: فأنزل الله تعالى ذكره عذره ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠٦)﴾ "جامع البيان" ١٤/ ١٨١.
وروى الحاكم والبيهقي عن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه قال: أخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي - ﷺ - وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه، فلما أتى رسول الله - ﷺ - قال: "ما وراءك؟ " قال: شر يا رسول الله! ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، قال: "كيف تجد قلبك؟ " قال: مطمئن -مطمئنًا- بالإيمان، قال: "إن عادوا فعد"، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي. "المستدرك" للحاكم ٢/ ٣٨٩ (٣٣٦٢)، "السنن الكبرى" للبيهقي ٨/ ٢٠٨. ونحوه عند الطبري في "جامع البيان" ١٤/ ١٨٢.
وحكى القرطبي تعليقًا عن ابن عباس رضي الله عنهما مثل المصنف بزيادة: فشكا -عمار- ذلك إلى رسول الله - ﷺ - فقال له رسول الله - ﷺ -: "كيف تجد قلبك؟ " قال: مطمئن بالإيمان، فقال له رسول الله - ﷺ - "فإن عادوا فعد". "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ١٨٠.
(١) قال الطبري: حدثنا بشر قال حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة -في تفسير الآية- قال: ذكر لنا أنها نزلت في عمار بن ياسر أخذه بنو المغيرة فغطوه في بئر ميمون وقالوا: أكفر بمحمد، فتابعهم على ذلك وقلبه كاره فأنزل الله تعالى ذكره ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾. "جامع البيان" ١٤/ ١٨١ - ١٨٢.


الصفحة التالية
Icon