ائتني بذنوب (١) من ماء زمزم ومن ماء الكوثر فقال: توضأ، فتوضأت، ثم قال لي: انطلق يا محمد، فقلت: إلى أين؟ فقال: إلى ربك ورب كل شيء، فأخذ بيدي وأخرجني من المسجد فإذا بالبراق وهي (٢) دابة فوق الحمار ودون البغل خده كخد الإنسان، وذنبه كذنب البعير، وعرفه كعرف الفرس، وقوائمه كقوائم الإبل، وأظلافه كأظلاف البقر، وصدره كأنه ياقوتة حمراء، وظهره كأنه درة بيضاء، وعليه رحل من رحائل الجنة، وله جناحان في فخذيه يمر مثل البرق خطوته (٣) مثتهى طرفه، فقال لي: أركب، وهي دابة إبراهيم -عليه السلام- التي كان يزور عليها البيت الحرام، فلما وضعت يدي عليه (٤) تشامس واستصعب علي، فقال جبريل -عليه السلام-: مه يا براق، فقال البراق: يا جبريل مس صفراء، فقال جبريل -عليه السلام-: يا محمد هل

(١) في (ز): بتور، قال ابن الأثير: الذنوب: الدلو العظيمة، وقيل: لا تسمى ذنوبًا إلا إذا كان فيها ماء، وقد تكرر في الحديث. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ١٧١ (ذنب)، وفي مادة (تور)، قال: هو إناء من صفر أوحجارة كالإجانة، وقد يتوضأ منه، ومثل هذِه الزيادة الشاذة في حديث الإسراء انفرد بذكرها المصنف.
وعند الشيخين من حديث مالك بن صعصعة: فأتيت بطست من ذهب ملئ حكمة هايمانًا فشق من النحر إلى مراق البطن ثم غسل البطن بماء زمزم ثم ملئ حكمة وإيمانًا وأتيت بدابة.. الحديث (١٠٣). "اللؤلؤ والمرجان".
(٢) سقط من (أ).
(٣) في (أ): خطوة.
(٤) في (أ): عليها.


الصفحة التالية
Icon