الملك: الله أكبر وأخرج يده من تحت الحجاب فاحتملني وتخلف جبريل عليه السلام فقلت له (١): إِلَى أين؟ فقال: يَا محمَّد، وما منا إلَّا له مقام معلوم، إن هذا منتهى الخلائق، وإنما أذن لي فِي الدنو من الحجاب لاحترامك وإجلالك، قال: (٢) فانطلق بي الملك فِي أسرع من طرفة عين إِلَى حجاب اللؤلؤ فحرك الحجاب فقال الملك من وراء الحجاب: من هذا؟ قال: أنا صاحب فراش الذهب وهذا محمَّد رسول العرب معي، فقال الملك: الله أكبر، فأخرج يده من تحت الحجاب فاحتملني حتَّى وضعني بين يديه، فلم أزل كذلك من حجاب إِلَى حجاب حتَّى (جازوا بي) (٣) سبعين حجابًا، غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام، وما بين (حجاب إِلَى حجاب مسيرة) (٤) خمسمائة عام، ثم دلى إِلَي (٥) رفرف أخضر، يغلب ضوؤه ضوء الشَّمس فالتمع بصري ووضعت على ذلك الرفرف، ثم احتملني حتَّى وصل بي إِلَى العرش، فلما رأيت العرش اتضح أمر كل شيء عند العرش، وقدمني (٦) -تعالى الله- إِلَى مسند العرش وتدلى لي قطرة من العرش فوقعت على لساني، فما ذاق الذائقون

(١) من (ز).
(٢) من (ز).
(٣) فِي (أ): جاوزني.
(٤) فِي (ز): الحجاب إِلَى الحجاب كمسيرة.
(٥) من (ز).
(٦) فِي (ز): فقربني.


الصفحة التالية
Icon