قميصه وأعطاه وقعد عريانًا، فأذّن (١) بلال رضي الله عنه للصلاة فانتظروه فلم يخرج، فشغل قلوب الصحابة رضي الله عنهم فدخل عليهم بعضهم فرآه عريانًا، فأنزل الله تعالى ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ﴾ يعني لا تمسك يدك عن النفقة في الحق كالمشدودة يده إلى عنقه فلا يقدر على مدّها (٢) والإعطاء بها ﴿وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ﴾ فتعطي جميع ما عندك ﴿فَتَقْعُدَ مَلُومًا﴾ يلومك سائلوك إذا لم تعطهم ﴿مَحْسُورًا﴾ منقطعًا بك لا شيء عندك تنفقه، يقال: حسرته بالمسألة، إذا (ألحفت عليه) (٣)، ودابة حسراء إذا كانت كالّة رازحة، وحسر البصر، إذا كلّ؛ قال الله تعالى: ﴿يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ
(٢) في (أ): صدّها.
(٣) في (أ): لحفته، وفي (ز): ألحفت. والمثبت أصح؛ لما في "القاموس المحيط" (لحف): وألحف عليه: الخ.