قال ابن مسعود (١) وابن عباس (٢) -رضي الله عنهم-: لما افتتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة وجد حول البيت ثلاثمائة وستين صنمًا -صنم كل قوم بحيالهم- ومعه مخصرة فجعل يأتي على الصنم فيطعن في عينه أو في بطنه، ثم يقول: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ (﴿قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (٤٩)﴾) (٣) فجعل الصنم ينكب على وجهه، وجعل أهل مكة يتعجبون ويقولون فيما بينهم:
(١) حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- في الصحيحين: البخاري، كتاب المغازي، باب أين ركز النبي -صلى الله عليه وسلم- الراية يوم الفتح (٤٢٨٧)، وفي كتاب التفسير، سورة الإسراء، باب وقل جاء الحق.. الآية، (٤٧٢٠)، ومسلم كتاب الجهاد والسير، باب إزالة الأصنام من حول الكعبة (١٧٨١)، متفق عليه بلفظ: دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة وحول الكعبة -البيت- ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (٨١)﴾ ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾.
(٢) حديث ابن عباس -رضي الله عنه- عند البخاري في المغازي أيضًا باب أين ركز النبي -صلى الله عليه وسلم- الراية يوم الفتح (٤٢٨٨) بلفظ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت.. ، ثم دخل البيت فكبر نواحي البيت وخرج ولم يصل فيه، وعند البيهقي في "دلائل النبوة" ٥/ ٧١ - ٧٢ بلفظ: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة وعلى الكعبة ثلاثمائة صنم، قال: فأخذ قضيبه فجعل يهوي به إلى صنم صنم وهو يهوي، حتى مر عليها كلها، وعند ابن هشام في "السيرة" بلفظ: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح على راحلته فطاف عليها، وحول البيت أصنام مشدودة بالرصاص، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يشير بقضيب في يده إلى الأصنام ويقول ﴿جَاءَ الْحَقُّ﴾ الآية، فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه.. ، حتى ما بقي منها صنم إلا وقع، فقال تميم بن أسيد: وفي الأصنام معتبر علم لمن يرجو الثواب أو العقاب، فليس في رواية ما: وجعل أهل مكة يقولون: ما رأينا رجلًا أسحر من محمد.
(٣) سبأ: ٤٩، وهذِه الزيادة من (م) فقط، وهي ثابتة في الصحيحين كما سبق.
(٢) حديث ابن عباس -رضي الله عنه- عند البخاري في المغازي أيضًا باب أين ركز النبي -صلى الله عليه وسلم- الراية يوم الفتح (٤٢٨٨) بلفظ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت.. ، ثم دخل البيت فكبر نواحي البيت وخرج ولم يصل فيه، وعند البيهقي في "دلائل النبوة" ٥/ ٧١ - ٧٢ بلفظ: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة وعلى الكعبة ثلاثمائة صنم، قال: فأخذ قضيبه فجعل يهوي به إلى صنم صنم وهو يهوي، حتى مر عليها كلها، وعند ابن هشام في "السيرة" بلفظ: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح على راحلته فطاف عليها، وحول البيت أصنام مشدودة بالرصاص، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يشير بقضيب في يده إلى الأصنام ويقول ﴿جَاءَ الْحَقُّ﴾ الآية، فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه.. ، حتى ما بقي منها صنم إلا وقع، فقال تميم بن أسيد: وفي الأصنام معتبر علم لمن يرجو الثواب أو العقاب، فليس في رواية ما: وجعل أهل مكة يقولون: ما رأينا رجلًا أسحر من محمد.
(٣) سبأ: ٤٩، وهذِه الزيادة من (م) فقط، وهي ثابتة في الصحيحين كما سبق.