﴿عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا﴾ إن قيل: كيف وصف الله تعالى هؤلاء بأنهم يوم القيامة عمي وبكم وصم، وقد قال الله تعالى: ﴿وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ﴾ (١) وقال: ﴿سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا﴾ (٢) وقال: ﴿دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾ (٣).
فالجواب عنه ما قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: ﴿عُمْيًا﴾ لا يرون شيئًا يسرهم ﴿وَبُكْمًا﴾ لا ينطقون بحجة ﴿وَصُمًّا﴾ لا يسمعون شيئًا يسرهم.
وقال الحسن: هذا حين تتوفاهم (٤) الملائكة وحين يساقون إلى الموقف عمي العيون وزرقها مسودة الوجوه إلى أن يدخلوا النار.
وقال مقاتل (٥): هذا حين يقال لهم: ﴿قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ فيصيرون بأجمعهم عميًا وبكمًا وصمًّا لا يرون ولا يسمعون ولا ينطقون بعد ذلك.
وقيل: ﴿عُمْيًا﴾ لا يرون الهدى ﴿وَبُكْمًا﴾ لا ينقطون بخير
أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ٢/ ٣٦٣، والترمذي في تفسير السورة، وحسّنه.
(١) الكهف: ٥٣.
(٢) الفرقان: ١٢.
(٣) الفرقان: ١٣.
(٤) في (أ): تتوفى، وفي (ز): يستوفاهم، وذكر البغوي في تفسير الآية الفقرة الأخيرة فقط عن الحسن تعليقًا باختصار في "معالم التنزيل" ٥/ ١٣٢.
(٥) هكذا ذكر ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٩٠ بلفظ: قال مقاتل مبهمًا، ولم يبين أهو ابن حيان أو ابن سليمان؟