وعفراء أدنى الناس مني مودة... وعفراء عني المعرض المتواني
وقال آخر:
إذ الناس ناس والبلاد بغيطه... وإذ أم عمار صديق مساعف
كل ذلك على معنى: هذا الشيء وهذا الشخص.
وقال المؤرج: الكناية مردودة إلى البعض والجزء، كأنه قال: نسقيكم مما في بطونه اللبن إذ ليس (في كلها) (١) اللبن، وإنما نسقي من ذوات اللبن، واللبن فيه مضمر ﴿مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ﴾ وهو ما كان في الكرش فإذا خرج منه (لا يسمى) (٢) فرثًا ﴿وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا﴾ خلص من الدم والفرث فلم يختلط بهما ﴿سَائِغًا لِلْشَّارِبِيْنَ﴾ جائزًا هينًا يجوز في الحلق ولا يغص به شاربه، وقيل: إنه لم يغص أحد بلبن قط.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا أكلت الدابة العلف فاستقر في كرشها طحنته (٣) وكان أسفله فرثًا وأوسطه لبنًا وأعلاه دمًا، والكبد

(١) في (ز)، (م): لكلها.
(٢) في (أ): شيء سمى.
(٣) قال ابن الجوزي: روى أبو صالح عن ابن عباس -رضي الله عنهما - قال: إذا أستقر العلف في الكرش طحنه فصار أسفله فرثًا وأعلاه دمًا وأوسطه لبنًا، والكبد مسلطة على هذِه الأصناف الثلاثة فيجري... ويبقى الفرث في الكرش. "زاد المسير" ٤/ ٤٦٤.
وعند القرطبي: أن الدابة تأكل العلف فإذا استقر في كرشها طبخته فكان... والكبد مسلط على هذِه الأصناف الثلاثة فتقسم الدم وتميزه وتجريه في العروق وتجري =


الصفحة التالية
Icon