وروى مجالد عن الشعبي قال: إنِّي لقاعد يومًا إذ أقبل حمال ومعه دن (١) حتَّى وضعه ثم جاءني فقال (٢): أنت الشعبي. قلت: نعم. قال: أخبرني: هل لإبليس زوجة. قلت: إن ذلك العُرْس (٣) ما شهدته. قال: ثم ذكرت قول الله عز وجل ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي﴾ فعلمت أنَّه لا تكون ذرية (إلَّا من زوجة قلت: نعم. فأخذ لله فانطلق، فرأيت أنَّه مجتازي (٤).
قال قتادة: إنهم يتوالدون كما يتوالد بنو آدم) (٥) (٦).
وقال ابن زيد: إن إبليس أبو الجن كما أن آدم عليه السَّلام أبو الإنس، قال تعالى لإبليس: إنِّي لا أخلق لآدم ذرية إلَّا ذرأت لك مثلها. فليس من ولد آدم أحد إلَّا له شيطان قد قُرن به (٧).

= ٣/ ١٦٧.
(١) الدن: ما عظم من الرواقيد وهي أنواع من الآتية تكون من الخزف، مستطيلة. "لسان العرب" لابن منظور ١٣/ ١٥٩ - ٣/ ١٨٣.
(٢) في (ب): فقلت: الشعبي.
(٣) في (ز): عرس.
(٤) رواه ابن المنذر مختصرًا عنه، كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٤١٣.
وانظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ١٧٩، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ٤/ ٣١٢.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (ب).
(٦) رواه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٦٢، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٣٦٧.
وانظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ١٧٩ "الوسيط" للواحدي ٣/ ١٥٣.
(٧) رواه عنه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٦٢.


الصفحة التالية
Icon