وإنما جاز ذلك لأنهما كانا جميعًا تزوداه لسفرهما فجاز إضافته إليهما كما يقال: خرج القوم إلى موضع كذا وحملوا معهم الزاد، وإنما حمله أحدهم ولكنه لما كان ذلك عن أمرهم ورأيهم أضيف إليهم (١).
﴿فَاتَّخَذَ﴾ الحوت ﴿سَبِلَهُ في الْبَحْرِ سَرَبًا﴾ أي مسلكًا ومذهبًا يسرب فيه ويذهب (٢).
واختلفوا في كيفية ذلك، فروى أبي بن كعب رضي الله عنه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنجاب الماء عن مسلك الحوت، فصار (٣) كوة لم تلتئم فدخل موسى عليه السلام الكوة على أثر الحوت فإذا هو بالخضر" (٤).

(١) هذا قول الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٧٣ وقد ذكره بأطول مما هنا، وذكر هذين التعليلين أو أحدهما كل من الواحدي في "الوسيط" ٣/ ١٥٧ والبغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ١٨٦.
وهناك تعليل ثالث لم يذكره المصنف، وقد ذكره النحاس في "معاني القرآن" ٤/ ٢٦٤ قال: وقيل: كان النسيان من موسى -عليه السلام- أن يتقدم إلى يوشع بشيء من أمر الحوت، وكان النسيان من يوشع -عليه السلام- أن يخبره بسربه.
(٢) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٤٠٩ "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٢٦٩ والطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٢٧٣ ورواه عن مجاهد، وذكره أيضًا النيسابوري في "إيجاز البيان" ٢/ ١٦ والنحاس في "معاني القرآن" ٤/ ٢٦٦، والبغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ١٨٦.
(٣) في غير الأصل: فصارت.
(٤) رواه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٣٧٦.


الصفحة التالية
Icon