سليمان بن المغيرة (١)، عن حميد بن هلال (٢)، عن أبي رافع (٣)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النَّبِيّ - ﷺ - (٤): "إن رجلًا يقال له: جريج كان راهبًا يتعبد في صومعته، فأتته أمه لتسلم عليه، فنادته: يَا جريج، اطلع إلي أنظر إليك. فوافقته يصلي، فقال: أمي وصلاتي لربي، أؤثر صلاتي لربي على أمي. فانصرفت، ثم جاءته الثَّانية فنادته: يَا جريج، كلمني. فوافقته يصلي، فقال: أمي وصلاتي لربي، أؤثر صلاتي لربي على أمي (٥)، فاختار صلاته، ثم جاءته الثالثة، فاختار صلاته، فقالت: إنه أبي أن يكلمني، اللهم لا تمته حتَّى ينظر في وجه زواني المدينة. قال: ولو دعت عليه أن يفتن لفتن، قال: وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره، فخرجت امرأة من القرية فوقع عليها فحملت، فولدت غلامًا فقيل لها: ممن هذا؟ قالت: من صاحب الصومعة. فأتوه وهدموها (٦) وانطلقوا به إلى ملكهم، فلما مر على حوانيت الزواني خرجن، فتبسم وعلم أنَّه دعاء أمه، فقالوا: لِمَ تضحك حين مررت (٧) على الزواني.

(١) أبو سعيد البَصْرِيّ، ثِقَة، ثِقَة.
(٢) أبو نصر التَّمِيمِيّ البَصْرِيّ، ثِقَة عالم.
(٣) نفيع، مولى ابنة عمر بن الخطاب، ثِقَة، ثبت.
(٤) جميع السند الثاني ساقط من (ح).
(٥) في غير الأصل زيادة: فقال أمي وصلاتي لربي أؤثر صلاتي لربي على أمي.
(٦) في غير الأصل: فهدموا صومعته.
(٧) في الأصل: حتَّى مَر.


الصفحة التالية
Icon