وغيرهما: أنه سار ذات يوم في حاجة، فأصابه وهج الشمس فقال: يا رب أنا مشيت يومًا، فكيف بمن يحملها خمسمائة عام في يوم واحد! اللهم خفف عنه من ثقلها، واحمل عنه حرها. فلما أصبح الملك وجد من خفة الشمس وحرها ما لا يعرف، فقال: يا رب، خلقتني لحمل الشمس، فما الذي قصرت (١) فيه؟ قال: أما إن عبدي إدريس سألني أن أخفف عنك حملها وحرها، فأجبته. فقال: يا رب، اجمع بيني وبينه واجعل بيني وبينه خلة. فأذن له حتى أتى إدريسَ عليه السلام، وكان يسأله إدريسُ عليه السلام وكان مما سأله أن قال له: أُخبرت أنك أكرم الملائكة وأمكنهم عند ملك الموت فاشفع فيّ إليه ليؤخر أجلي، فأزداد شكراً وعبادة. فقال الملك: لا يؤخر الله (٢) نفسًا إذا جاء أجلها. قال: قد علمت ذلك، ولكنه أطيب لنفسي. قال: نعم أنا مكلمه لك، فما كان يستطيع أن (٣) يفعل لأحد من بني آدم فهو فاعله لك.
ثم حمله ملك الشمس على جناحه، فرفعه إلى السماء ووضعه عند

= باب: ذكر الملائكة (٣٢٠٧)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: المعراج (٣٨٨٧)، وغيرهما. ورواه مسلم كتاب: الإيمان، باب: الإسراء (١٦٤).
(١) في (ب) تصحفت إلى: تضبت، وفي (ح): قضيت، وكذا في "معالم التنزيل" للبغوي، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي.
(٢) ليس لفظ الجلالة في (ب).
(٣) في (ح): فيما كان أن.


الصفحة التالية
Icon