وقالت المرجئة (١): لا يدخلها مؤمن، واتفقوا على أن الورود هو الحضور والمرور.
وأما أهل السنة فإنهم قالوا: يجوز أن يعاقب الله تعالى العصاة من المؤمنين بالنار، ثم يخرجهم منها، وقالوا: معنى الورود الدخول (٢)،

= يعذبهم ويخلف وعيده. انظر: "شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز ٢/ ٧٩٣. ومن الوعيدية: الخوارج والمعتزلة. انظر: المرجع السابق ٢/ ٥٢٤.
(١) المرجئة: هم الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. "شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز ٢/ ٤٣٤.
(٢) في المراجع التي رجعت إليها في الخلاف في معنى الورود في الآية وجدت أن الخلاف واقع بين أهل السنة أنفسهم، والخلاف هنا في معنى الورود، وليس في الخلود في النار لمن دخلها من عدمه كما أشار المصنف رحمه الله.
وقد اختلف أولًا في الخطاب في الآية لمن على قولين:
الأول: أن الخطاب للكفار وعليه قراءة ابن عباس - رضي الله عنهما - (وإن منهم) وهي قراءة عكرمة أيضًا، وعلى هذِه القراءة، فالكفار هم الذين يدخلون النار، والورود هنا بمعنى الدخول وهذا القول مروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وعن عكرمة رحمه الله. الثاني: أن الخطاب عام في المؤمنين والكافرين.
وعليه فاختلفوا في معنى الورود هنا على عدة أقوال هي:
١ - أن الورود بمعنى الدخول، كما ذكر المصنف، وأن المؤمنين تكون عليهم بردًا وسلامًا. وهو قول ابن عباس، وابن مسعود، وجابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، وقال البغوي: وهو قول الأكثرين. ورجحه البغوي والقرطبي والشنقيطي.
واستدلوا بأدلة كثيرة، ذكر المصنف منها جملة.
٢ - أن الورود بمعنى المرور على الصراط، وهو مروي أيضًا عن ابن عباس، وابن مسعود وقتادة وكعب الأحبار والسدي، ورجحه الطبري، وابن أبي العز شارح "الطحاوية" ومال إليه الشوكاني واستدلوا بالحديث الذي فيه ذكر الصراط، وفيه: "ثم يستجيز الناس، فناج مسلم ومجدوح به ثم ناج، ومحتبس به منكوس =


الصفحة التالية
Icon