الورود في هذِه الآيات بمعنى الدخول لوجب أن تدخل الأصنام وعبدتها، وفرعون وقومه الجنة؛ لأن من مر على النار فلا بد له من الجنة، لأنه ليس بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار.
والذي يدل على أن الورود هو الدخول قوله في سياق الآية: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ والنجاة لا تكون إلا مما دخلت فيه، وأنت ملقى فيه، قال الله تعالى: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ (١) (٢) واللغة تشهد لهذا القول (٣)، تقول العرب: ورد كتاب فلان، ووردتُ بلد كذا، لا يريدون جزت عليه (٤) وإنما يريدون دخلته (٥).
ودليلنا أيضًا من السنة:
[١٨٢٨] ما أخبرنا أبو محمَّد عبد الله بن حامد (٦) الفقيه قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله المزني (٧)، قال: حدثنا محمَّد بن نصر بن منصور الصائغ (٨) الشيخ الصالح قال:

(١) من قوله: لا تكون، حتى قوله: ننجي: ساقط من (ب).
(٢) الأنبياء: ٨٨.
(٣) سقطت من (ب).
(٤) في غير الأصل: عليها.
(٥) في غير الأصل: دخلتها.
(٦) لم يذكر بجرح أو تعديل.
(٧) الباز الأبيض، شيخ جليل قدوة حافظ.
(٨) محمَّد بن نصر بن منصور بن عبد الرحمن بن هشام، أبو جعفر الصائغ المقرئ البغدادي روى عن: إسماعيل بن أويس، وأبي مصعب الزهري، وإبراهيم بن حمزة الزبيري. وعنه: الطبراني، وأحمد بن عثمان الأبهري، وأبو الحسين =


الصفحة التالية
Icon