وقال الشعبي: الزبور كتاب داود عليه السلام، والذكر التوراة (١).
وقال بعضهم: الزبور زبور داود عليه السلام، والذكر القرآن (٢).
و﴿بَعْدِ﴾ بمعنى قبل (٣) كقوله: ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ﴾ (٤) أي: أمامهم (٥)، وقوله: ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (٣٠)﴾ (٦) أي: قبل ذلك (٧) ﴿أَنَّ الْأَرْضَ﴾ يعني: أرض الجنة (٨).
﴿يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ يعني: أمة محمد - ﷺ - قاله مجاهد وأبو

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٧/ ١٠٣، بنحوه، وإسناده صحيح.
والأثر في "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٥٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٣٤٩.
(٢) في (ب): والذكر الفرقان.
وهو في "معالم التنزيل" ٥/ ٣٥٨، "لباب التأويل" للخازن ٣/ ٣٢٥.
وهذا قول ضعيف؛ لأن القرآن ذكر بعد ذلك في السياق في قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (١٠٦)﴾ [الأنبياء: ١٠٦].
والراجح أن الزبور هو الكتب المنزلة، والذكر هو أم الكتاب، لصحة الدليل ولكثرة القائلين به، ولموافقة اللغة لذلك، فيقال: زبرت الكتاب إذا كتبته.
(٣) انظر: "الأضداد" لأبي حاتم السجستاني (١٤٦)، "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٥٨، "لباب التأويل" للخازن ٣/ ٣٢٥، وهذا المعنى لا يصح على القول الراجح؛ لأن أم الكتاب أسبق من الكتب المنزلة.
(٤) الكهف: ٧٩.
(٥) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٥٨.
(٦) النازعات: ٣٠.
(٧) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٥٨، بنحوه.
(٨) انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٨/ ٢٤٧٠ (١٣٧٥٩) عن ابن عباس، "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٥٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٣٤٩.


الصفحة التالية
Icon