ألا إن ربكم قد بنى بيتًا فحجوه. فأسمع الله تعالى ذلك فِي أصلاب الرجال وأرحام النساء، وما بين المشرق والمغرب، والبر والبحر، من سبق فِي علم الله سبحانه أن يحج إِلَى يوم القيامة، فأجابه: لبيك اللهم لبيك (١).
وقال (٢) ابن عباس: عنى بالنَّاس (٣) فِي هذِه الآية أهل القبلة (٤).
وزعم الحسن (٥) أن قوله: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ﴾ كلام مستأنف، وأن المأمور بهذا التأذين محمَّد - ﷺ -، أمر نبيه (٦) عليه السلام أن يفعل ذلك فِي حجة الوداع (٧).
﴿يَأْتُوكَ رِجَالًا﴾ مشاة على أرجلهم، جمع راجل مثل قائم وقيام، وصائم وصيام (٨) ﴿وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ﴾ أي: ركبانًا (٩). والضامر:

(١) أخرجه الطبري فِي "جامع البيان" ١٧/ ١٤٤، عن ابن عباس بنحوه، وإسناده ضعيف.
(٢) فِي الأصل: فقال.
(٣) ساقطة من (ب)، وفي (ج): عنى بهذا النَّاس.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٧٩، "لباب التأويل" للخازن ٣/ ٢/ ١٣.
(٥) فِي (ج): والحسن زعم.
(٦) ساقطة من (ب)، (ج).
(٧) "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٧٩، "لباب التأويل" للخازن ٣/ ٢/ ١٣.
وهذا قول ضعيف؛ لأن الخطاب فِي الآية السابقة لإبراهيم عليه السلام لسياق الآيات؛ ولأن الحج كان فِي الأمم الماضية بدليل أن أهل الجاهلية كانوا يحجون البيت مما يدل على وجود تلك الشعيرة قبل بعثة الرسول - ﷺ -.
(٨) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٧٩، "لسان العرب" لابن منظور (رجل).
(٩) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٧/ ١٤٤، "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٧٩.


الصفحة التالية
Icon