كان فضالة برودس (١) أميرًا على الأرباع فخرج بجنازتي (٢) رجلين، أحدهما قتيل، والآخر متوفى، فرأى ميل الناس مع جنازة القتيل إلى حفرته، فقال: أراكم أيها الناس تميلون مع القتيل، وتفضلونه على أخيه المتوفى، فوالذي نفسي بيده ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت (٣) اقرءوا قول الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا﴾ إلى قوله: ﴿حَلِيمٌ﴾ (٤).
٥٩ - [﴿لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (٥٩)﴾]
٦٠ - ﴿ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٦٠)﴾
نزلت في قوم من المشركين لقوا قومًا من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم وكره المسلمون قتال المشركين، وسألوهم أن يكفوا عن القتال من أجل الشهر الحرام، فأبى المشركون وقاتلوهم فذلك بغيهم عليهم،

(١) رودس: بضم أوله وبالدال المهملة المكسورة والسين المهملة، جزيرة ببلاد الروم مقابل الإسكندرية، على ليلة منها، وهي أول بلاد الإفرنج.
انظر: "معجم ما استعجم" للبكري ٢/ ٦٨٣، "معجم البلدان" لياقوت ٣/ ٧٨.
(٢) في (ج): بجنازة.
(٣) في (ب): أبعث.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٧/ ١٩٤.
والإسناد ضعيف.
والأثر في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٢/ ٨٩.


الصفحة التالية
Icon