بديل بن ورقاء وبشر بن سفيان ويزيد بن الخنيس، قالوا لأصحاب رسول الله - ﷺ -: ما لكم تأكلون ما تقتلون بأيديكم ولا تأكلون ما قتله الله (١).
﴿وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ﴾ أي: دين ربك (٢) ﴿إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ﴾.
٦٨ - ﴿وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (٦٨)﴾
٦٩ - ﴿اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٦٩)﴾
فتعرفون حينئذ (٣) المحق من المبطل (٤)، والاختلاف ذهاب كل واحد من الخصمين إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر (٥).
وهذا أدب حسن علم الله سبحانه عباده، فمن جادل على سبيل التعنت والمراء يقول (٦) السفهاء أن لا يجاب ولا يناظر ويدفع بهذا القول الذي علمه (٧) الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه السلام (٨).

(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٩٨.
وقال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٢/ ٩٣: وروت فرقة أن هذِه الآية نزلت بسبب جدال الكفار في أمر الذبائح، وقولهم للمؤمنين، تأكلون ما ذبحتم ولا تأكلون ما ذبح الله من الميتة، فكان ما قتل الله أحق أن تأكلوه مما قتلتم أنتم بسكاكينكم، فنزلت الآية بسبب هذِه المنازعة.
(٢) انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٨/ ٢٥٠٤ (١٤٠٢١) عن مقاتل.
(٣) ساقط من (ب)، (ج).
(٤) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٧/ ١٩٩، "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٩٩.
(٥) انظر: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (٢٩٤).
(٦) في الأصل: كقوله.
(٧) في الأصل: علم.
(٨) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٢/ ٩٤ بنحوه.


الصفحة التالية
Icon