قال الشاعر:

فكنت لزاز خصمك لم أُعَرّد وقد سلكوك في يومٍ عصيب (١)
وقال الهذلي:
حتى إذا أَسْلَكُوهم في قُتَائِدةٍ شَلّا كلما تَطْرُدُ الجَمّالةُ الشُّرُدا (٢)
﴿مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾.
قال الحسن: لم يحمل نوح عليه السَّلام في السفينة إلا من (٣) يلد ويبيض،
(١) البيت لعدي بن زيد. وهو في "ديوانه" (٣٩)، وفيه كما في (م)، (ح): وكنت. وانظر أيضًا "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٧، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٩٤، "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٤٤٢ (سلك). لم أعرد: لم أحجم، ولزاز: ملازم.
والشاهد منه قوله (سلكوك) حيث جاءت بمعنى الإدخال.
(٢) البيت في "ديوان الهذليين" ٢/ ٤٢، "خزانة الأدب" للبغدادي ٣/ ١٧٣، "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٧، "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٢٣٧. وقتائدة: ثنيّة الجبل والشَّلُّ: الطرد، والجمّالة: أصحاب الجمال، والشُّردا: جمع شرود.
والمعني: يصف الشاعر قومًا هزموا حتى ألجئوا إلى الدخول في ثنيّة ضيقة، وشبههم بطرد أصحاب الجمال للجمال الشاردة.
والشاهد فيه قوله: أسلكوهم: حيث جاءت بمعنى الإدخال.
(٣) هكذا في جميع النسخ، وفي "تفسير ابن حبيب" ٢٠٢/ ب، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١٧٧: إلا ما يلد بدلًا مِن (مَن) وهذا أقرب، لأن (ما) اسم موصول لغير العاقل و (مَن) اسم موصول للعاقل.


الصفحة التالية
Icon