أي: واعلموا (١) أنَّ هذِه أمتكم (٢).
﴿أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ أي: ملتكم ملة واحدة وهي دين الإِسلام (٣) ﴿وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾.

= والمعنى كأنه قال: (عليم بما تعملون وبأن هذِه أمتكم أمة واحدة) وهو قول الكسائي واحد قولي الفراء وحكاه الزجاج.
انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٣٧، "الموضح في القراءات" لابن أبي مريم ٢/ ٨٩٦، "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ١١٦، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ٣٤٩.
(١) في الأصل: واعملوا وهو خطأ، والمثبت من (م)، (ح).
(٢) وهو قول الفراء.
وفيه وجه ثالث وهو على تقدير حذف اللام، أي: ولأن هذِه أمتكم أمة واحدة، حكاه سيبويه كما في كتابه ٣/ ١٢٧، ونسبه النحاس للبصريين، وعزاه الواحدي في "الوسيط" ٣/ ٢٩٢ للبصريين.
وانظر: "الحجة" لابن خالويه (٢٥٧)، "معاني القراءات" للأزهري ٢/ ١٩١، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ٢/ ١٢٩، "الموضح في القراءات" لابن أبي مريم ٢/ ٨٩٦، "إملاء ما من به الرَّحْمَن" للعكبري ٢/ ١٥٠، "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ١١٦، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ٣٤٩.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ٢٩ عن ابن جريج وقال به مقاتل كما في "تفسيره" ٣/ ١٥٨ وعزاه ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ١٢٧ إلى ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وعبد الرَّحْمَن بن زيد.
قلت: وذكر أهل التفسير أن الأمة في القرآن على خمسة أوجه ومنها الملة.
انظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (٤٤٥)، "نزهة الأعين النواظر" لابن الجوزي (١٤٢).


الصفحة التالية
Icon