وقال الفراء: كاد صلة، أي لم يرها كما تقول: ما كدت أعرفه (١).
وقال المبرد: يعني: لم يرها إلا بعد الجهد كما يقول القائل: ما كدت أراك من الظلمة وقد رآه. ولكن بعد يأس وشدة.
وقيل معناه: قرب من الرؤية ولم ير كما يقال: كاد العروس يكون أميرًا، وكاد النعام (٢) يطير.
﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ أي: لم يهده الله فلا إيمان له.
قال مقاتل: نزلت في عتبة بن ربيعة بن أمية كان يلتمس الدِّين في الجاهلية ولبس المُسُوح (٣) ثم كفر في الإسلام (٤).

= وهذا القول قاله الأكثرون ورجحه النحاس والزمخشري وغيرهما.
انظر: "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٥٤٢، "الكشاف" للزمخشري ٣/ ٢٣٧، و"إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ٢/ ١٥٧، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ٤١٦، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٤٢٤.
(١) ذكره الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٢٥٥ ونسبه لبعض المفسرين ثم قال: وهو المعنى. والقول بزيادة يكد استبعده العكبري وقال أبو حيان: ليس بصحيح. انظر: المراجع السابقة.
(٢) تحرفت في الأصل إلى: الطعام.
(٣) المُسُوح جمع المِسْح وهو الكساء من الشَّعر.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٥٩٦.
(٤) انظر: "تفسير ابن حبيب" ٢١١/ ب، "الكفاية" للحيري ٢/ ٦٦/ ب، "الكشاف" للزمخشري ٣/ ٢٣٧، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٤٢٥، القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٢/ ٢٨٦ وكلهم ذكروه بلفظ عتبة بن ربيعة.
وهو في "تفسير مقاتل" ٣/ ٢٠٢ إلا أنه قال: (شيبة) بدلًا من (عتبة).
وشيبة أخ لعتبة وكان أيضًا من صناديد قريش وقتل يوم بدر كافرًا مع أخيه عتبة. =


الصفحة التالية
Icon