﴿فَيُصِيبُ بِهِ﴾ أي: بالبرد (١) ﴿مَنْ يَشَاءُ﴾ فيهلكه ويهلك زرعه وأمواله.
﴿وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ﴾ أي: ضوء برق السحاب (٢).
﴿يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾ من شدة ضوئه وبريقه.
قرأ أبو جعفر: (يُذْهِبُ) بضم الياء وكسر الهاء (٣). وغيره من الذهاب.

= هاهنا كناية عن السحاب فإن (من) الثانية عند هذا لابتداء الغاية أيضًا لكنها بدل من الأولى والله أعلم.
انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٥٧، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٩، "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٥٤٤، "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٥٤، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٠/ ٢٥٧، "تفسير القرآن" للسمعاني ٣/ ٥٣٩.
(١) قاله الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٥٤.
وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٢٥٧ - ٢٥٨: يحتمل أن يكون المراد بقوله: ﴿فَيُصِيبُ بِهِ﴾ أي: بما ينزل من السماء من نوعي المطر والبرد فيكون قوله: ﴿فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ رحمة لهم.
﴿وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ﴾ أي: يؤخر عنهم الغيث. وهذا القول أقرب مما ذكزه المصنف.
(٢) أخرج الطستي كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٥/ ٩٧ عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله ﴿يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ﴾؟ قال: السنا الضوء قال فهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت أبا سفيان بن الحارث يقول:
يدعو إلى الحق لا يبغي به بدلاً يجلو بضوء سناه راجي الظلم
(٣) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٣٧، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (٢٦٨)، "الغاية في القراءات" لابن مهران الأصبهاني (٣٤٠)، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٣٠٠، "المحتسب" لابن جني ٢/ ١١٤.


الصفحة التالية
Icon