وقال الحسن: عبيد بن الخضر الكاهن الحبشي (١).
وقيل: جبر، ويسار، وعدّاس مولى حويطب بن عبد العزى (٢). قال الله تعالى: ﴿فَقَدْ جَاءُوا﴾ يعني: قائلي هذِه المقالة ﴿ظُلْمًا وَزُورًا﴾ بنسبتهم كلام الله إلى الإفك والإفتراء.
٥ - ﴿وَقَالُوا﴾ أيضًا ﴿أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا﴾
تقرأ ﴿عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾.
ثم قال تعالى ردًّا عليهم وتكذيبًا لهم:
٦ - ﴿قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (٣).
٧ - قوله -عز وجل-: ﴿وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ﴾
يعنون: محمدًا - ﷺ - ﴿يَأْكُلُ الطَّعَامَ﴾ كما نأكل ﴿وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ﴾ يلتمس المعاش كما نمشي (٤)، ﴿لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ﴾

(١) نسبه ابن فورك في "تفسيره" إليه ٣/ ١٧/ أ.
(٢) وهو قول مقاتل كما في "تفسيره" ٣/ ٢٢٦، وقول ابن حبيب في "تفسيره" ٢١٣/ ب، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٧٠/ أ، والسمعاني في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦، والواحدي في "الوسيط" ٣/ ٣٣٤.
ونسبه ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٤/ ٢٠٠ لابن عباس.
(٣) وفيها دليل على كرم الله وسعة رحمته حيث إنه مع كذب هؤلاء وقولهم على رسوله ما قالوا وعنادهم يدعوهم للتوبة حيث قال: إنه كان غفوزا رحيمًا.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٠/ ٢٨٦، "أضواء البيان" للشنقيطي ٦/ ٢٧٨.
(٤) وهذا الاعتراض منهم ليس بصحيح إذ لو كان من غير جنسهم -لا يأكل الطعام ولا يمشي في الأسواق- لما حصل لهم به الأسوة والقدوة، ثم إنهم يفضلون بعضهم على بعض مع أن مَنْ فضلوهم يأكلون ويمشون في الأسواق.


الصفحة التالية
Icon