بالأسواق (١) حزن النبي - ﷺ - لذلك فنزل عليه جبريل -عليه السلام- من عند ربه معزيًا له فقال: "السلام عليك يا رسول الله، رب العزة يقرئك السلام، ويقول لك: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ﴾ فيبتغون المعاش في الدنيا". قال: فبينا جبريل -عليه السلام- والنبي - ﷺ - يتحدثان إذ ذاب جبريل حتى صار مثل الهُردَة. (قيل: يا رسول الله وما الهردة؟ قال: "العدسة". فقال رسول الله - ﷺ -: "ما لك ذُبْتَ حتى صرت مثل الهردة؟ فـ) (٢) قال: يا محمد فتح باب من أبواب السماء لم يكن فتح قبل ذلك فتحول الملك (وإنه إذا فتح باب من السماء لم يكن فتح قبل ذلك فتحول الملك فـ) (٣) إما أن يكون رحمة أو عذابًا، وإني أخاف أن يعذب قومك عند تعييرهم إياك بالفاقة". فأقبل النبي وجبريل عليهما الصلاة والسلام يبكيان، إذ عاد جبريل -عليه السلام- إلى حاله فقال: "يا محمد أبشر هذا رضوان خازن الجنة قد أتاك بالرِّضا من ربك، فأقبل رضوان -عليه السلام- حتى سلم، ثم قال: يا محمد رب العزة يقرئك السلام، ومعه سفط (٤) من نور يتلألأ، ويقول لك ربك: هذِه مفاتيح خزائن

(١) في (م)، (ح): في الأسواق.
(٢) من (م)، (ح).
(٣) من (م)، (ح).
(٤) السَفَطُ: وعاء توضع فيه الأشياء.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٣١٥، "المعجم الوسيط" ١/ ٤٣٣ مادة (سفط).


الصفحة التالية
Icon