﴿وَزَفِيرًا﴾ صوتًا (١).
ومعنى قوله: ﴿سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا﴾ أي: صوت التغيظ من التلهب والتوقد.
وقال قطرب: التغيظ لا يسمع ولكن يرى، وإنما المعنى رأوا لها تغيظًا وسمعوا لها زفيرًا (٢).
قال الشاعر:

ورأيت زوجك في الوغى متقلدًا سيفًا ورمحا (٣)
أي: وحاملًا رمحًا.
(١) وهو صوت الزفير وفي سورة الملك، آية (٧) أوضح تعالى أنهم يسمعون لها شهيقًا، قال تعالى: ﴿إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (٧)﴾ فتكون آية الملك مكملة لهذِه الآية فهم يسمعون لها شهيقًا وزفيرًا نسأل الله السلامة.
(٢) انظر: "تفسير ابن حبيب" ٢١٣/ ب، "الكفاية" للحيري ٢/ ٧٠/ أ، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٣/ ٨، وبلا نسبة في "تفسير القرآن" للسمعاني ٤/ ١٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٧٥.
(٣) البيت للشاعر عبد الله بن الزبعري كما في "ديوانه" (ص ٣٢) و"الكامل" للمبرد ١/ ٣٢٤ تحقيق أحمد شاكر، والرواية فيه: يا ليت زوجك. وبلا نسبة في "معاني القرآن" للفراء ١/ ١٢١، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٦٨، "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (٢١٤)، "تفسير ابن حبيب" ٢١٣/ ب، والطبري في "جامع البيان" في عدة مواضع منها ١/ ٦١، "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٣٦٧. والشاهد فيه قوله: متقلدًا سيفًا ورمحًا، أي: وحاملاً رمحًا لأن الرمح لا يتقلد فكذلك الزفير لا يسمع.


الصفحة التالية
Icon