قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار وقرأ: (ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم) هكذا كان يقرؤها (١).
وقال ابن عباس في هذِه الآية: الحساب من ذلك اليوم في أوله، وقَالَ القوم في منازلهم في الجنة (٢).

= وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٦٨١ عن سعيد بن جبير.
وقال به مقاتل كما في "تفسيره" ٣/ ٢٣١.
وهذا القول لا يعارض قوله تعالى: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: ٤] لأن الظاهر أن يوم القيامة يطول على الكفار ويقصر على المؤمنين، ويشير لهذا قوله تعالى: ﴿وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا﴾ [الفرقان: ٢٦].
ومن المعلوم أن السرور يقصر به الزمن، والكرب والهموم سبب لطوله كما هو معروف في كلام العرب.
انظر: "دفع إيهام الاضطراب" للشنقيطي (ص ٢٢٣).
(١) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (٤٦٣)، والثوري في "تفسيره" (ص ٢٢٦) (٧٣٣)، والطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٦٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٦٨٠، والحاكم في "المستدرك" وصححه ٢/ ٤٣٧ (٣٥١٧) عن ابن مسعود. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ١٢٢، وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر. وانظر: "تفسير ابن حبيب" ٢١٤/ ب، "الكفاية" للحيري ٢/ ٧٢/ ب، "تفسير القرآن" للسمعاني ٤/ ١٥، "الوسيط" للواحدي ٣/ ٣٣٨. والقراءة شاذة وتحمل على أنها تفسيرية.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٥ من طريق ابن زيد عنه.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٦٨٠ من طريق عطاء عنه بنحوه.


الصفحة التالية
Icon