يدل على صحة هذا التأويل قول زهير:

بها العِينُ والآرامُ يمشين خِلْفَةً وأَطْلَاؤُها يَنْهَضْنَ من كُلِّ مَجْثَم (١)
وقال مقاتل: يعني جعل النهار خلفًا من الليل لمن نام بالليل، وجعل (٢) الليل خلفًا من النهار لمن كانت له حاجة أو كان مشغولًا (٣).
﴿لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ﴾ قراءة العامة بتشديد الذّال (٤)، يعني: يتذكّر ويتعظ ﴿أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ شكر (٥) نعم الله عليه.
(١) البيت من معلقته وهو البيت الثالث منه.
انظر: "ديوانه" (ص ١٧)، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٨٠، "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٧١، وللزجاج ٤/ ٧٤، "جامع البيان" للطبري ١٨/ ٣٢، "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ٨٦. وقوله: بها يعني ديار من يتغزل بها.
والعين: البقر الوحشية سميت بذلك لسعة عيونها. والآرام: الظباء. وأطلاؤها: الصغار من البقر والظباء. والمجثم: ما تربض فيه وترقد.
والشاهد فيه قوله يمشين خلفةً. أي: تذهب منها طائفة وتخلف مكانها أخرى أو أراد مختلفات الألوان، ويحتمل أَيضًا أنَّه أراد أنها تذهب فِي مشيها كذا وتجيء كذا.
(٢) من (م)، (ح).
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٢٣٩.
(٤) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٤٦٦)، "التيسير" للداني (١٣٣)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران (٢٢٩)، "النشر فِي القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٣٤، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ١٩٨، ٢/ ٣١٠، ٣٣٠.
(٥) فِي (م): يشكر.


الصفحة التالية
Icon