الفتحة، وهي خافضة لما بعدها؛ فلذلك تخفض (١) ميم ﴿بِسْمِ﴾ وطُوِّلت هاهنا، وشبهت بالألف واللام؛ لأنهم لم يريدوا أن يفتتحوا كتاب الله تعالى إلا بحرف مفخم معظم، قاله القتيبي (٢).
وكان عمر بن عبد العزيز (٣) يقول لِكُتَّابِهِ: طولوا الباء، وأظهروا السين، وفرِّجوا بينهما ودوِّروا الميم تعظيمًا لكلام الله عز وجل (٤).
وقال أبو الهيثم خالد بن يزيد الرازي (٥): العلة فيها (٦) إسقاط الألف من الاسم، فلما أسقطوا الألف منه ردّوا طول الألف على الباء؛ ليكون دالًا على سقوط الألف منه، ألا ترى أنهم لما كتبوا: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ (٧) بالألف (٨) ردّوا الباء إلى صيغتها، وإنما حذفوا الألف من (بسم) هنا (٩) لكثرة دورها على الألسن؛ طلبًا للخفة،

(١) في (ش): انخفض.
(٢) هو: ابن قتيبة. وليس هو في "غريبه" ولا "مشكله".
(٣) أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي المدني، ثم المصري. الخليفة الزاهد الراشد. المتوفّى سنة (١٠١ هـ).
"سير أعلام النبلاء" للذهبي ٥/ ١١٤، "تذكرة الحفاظ" للذهبي ١/ ١١٨.
(٤) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٤٩ - ٥٠.
(٥) الأسدي الكاهلي، الكوفي، الطبيب الكحَّال، ثقة. توفي سنة (٢١٥ هـ).
"غاية النهاية" لابن الجزري ١/ ٢٦٩.
(٦) في إن): فيه.
(٧) العلق، آية (١).
(٨) ليست في (ن).
(٩) في (ش): (هاهنا).


الصفحة التالية
Icon