﴿جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ﴾ (١) و ﴿عَمَّا قَلِيلٍ﴾ (٢) فمعنى الآية بورك (٣) في النار وفيمن حولها؛ وهم الملائكة وموسى عليهم السلام فسمَّى النار مباركة كما سمى البقعة مباركة فقال في ﴿الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ﴾ (٤).
وأمّا وجه قوله تعالى: ﴿بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ﴾ فإن (٥) العرب تقول: باركك الله، وبارك فيك وبارك عليك وبارك لك (٦)، أربع لغات.
قال الشاعر:

فبُورِكْتَ مَوْلُوُدًا وَبُوُرِكتَ نَاشِئًا وبُوُرِكْتَ عِندَ الشَّيبِ إِذْ أَنْتَ أَشْيَبُ (٧)
فأما (٨) الكلام المسموع من الشجرة فاعلم أن مذهب أهل الحق أن الله تعالى مستغن عن الحد والمكان والجهة والزمان (٩)، لأن ذلك
(١) ص: ١١.
(٢) المؤمنون: ٤٠.
(٣) في (ح): بزيادة (ش) وهو خطأ.
(٤) القصص: ٣٠.
(٥) في (ح): قال، وهو خطأ.
(٦) نسبه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ١٥٥، والشوكاني في "فتح القدير" ٤/ ١٥٧ للفراء، ونسبه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ١٥٨ للكسائي وللمصنف وهو الأولى؛ لأن الكسائي توفي سنة ١٨٧ هـ، والفراء مات سنة ٢٠٧ هـ فينسب القول للأقدم وفاة، والله اعلم.
(٧) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر ٥٠/ ٢٣٦ - ٢٣٩، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٢٥٠، والبيت من قصيدة في مدح الرسول - ﷺ -.
(٨) من (ح)، وفي (س) وأما، وأما الأصل ففيه (فأتى)، وهو خطأ.
(٩) هذا الإطلاق فيه نظر؛ فإن النفي المفصَّلَ ليس من مذهب السلف في باب =


الصفحة التالية
Icon