أيها الملك المسلط علي بني إسرائيل، أعطاك الله -سبحانه وتعالى- الكرامة وأظهرك على عدوك، إني منطلق إلى فروخي ثم أمرُّ بك الثانية، وإنه سيرجع إلينا الثانية فانظروا إلى رجوعه، قال: فنظر القوم طويلًا إذ مرّ بهم فقال السلام عليك أيها الملك إن شئت أن تأذن لي كيما أُحْسِبَ (١) فروخي حتَّى يشبوا ثم آتيك فافعل بي ما شئت، فأخبرهم سليمان -عليه السلام- بما قال وأذن له (٢)، وقال فرقد السّبْخي: مرَّ سليمان -عليه السلام- على بلبل (٣) فوق الشجرة يحرك رأسه ويميل ذنبه فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول هذا البلبل؟ قالوا: الله ونبيه أعلم. قال: يقول: أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفاف (٤).

(١) أُحْسِبَ فروخي: أي أطعِمُهم وأسقيهُم، قال ابن منظور: وأَحَسَبَ الرجلَ وحَسَّبَهُ: أطعمهُ وسَقاه حتَّى يشبع ويروى من هذا.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٣١٣، "تاج العروس" للزبيدي ١/ ٤١٥ (حسب).
(٢) الأثر ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ١٦٥.
(٣) هو طائر حسن الصوت يألف الحرم، وهو النغر كما يدعوه أهل الحجاز.
"لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٦٨، "حياة الحيوان" للدميري ١/ ٢٢٠.
(٤) في (س)، (ح): العفا، ولعله على قصر الممدود، وجاء ممدودا العفاء عند المفسرين، وهذا الأثر أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" ٥/ ١٧٥، وفيه مجالد بن عبد الله لم أجده، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ١٤٩، والزمخشري في "الكشاف" ٤/ ١٤٠، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٤/ ٢٥٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ١٦٥، وأبو السعود في "إرشاد العقل السليم" ٦/ ٢٧٦ - ٢٧٧، والألوسي في "روح المعاني" ١٩/ ١٧١ ولم ينسبوه.


الصفحة التالية
Icon