وقال الحسن وابن إسحاق وابن زيد: يعني: فارغًا من الوحي الذي (١) أوحى الله تعالى إليها حين أمرها أن تلقيه في البحر ولا تخافي ولا تحزني (٢) والعهد الذي عهد إليها أن نرده إليها ونجعله من المرسلين فجاءها الشيطان فقال: يا أمَّ موسى كرهت أن يَقتل فرعونُ موسى فيكون لك أجره وثوابه وتوليتِ أنتِ قتله فألقيتِه في البحر وغرّقِتِه (٣)، ولما أتاها الخبر أن (فرعون أصابه في النيل قالت) (٤) إنه وقع في يدي عدوه الذي فررت به منه (٥) فأنساها عظم (٦) النبلاء ما كان من عبد الله تعالى إليها فقال الله تعالى: ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا﴾ من الوحي الذي أوحي إليها، (وقال

= من كلّ شيء غير ذكر موسى -عليه السلام-، من طرق عن ابن عباس، ورُوي أيضًا عن ابن مسعود والحسن ومجاهد ونحوه عن عكرمة.
(١) من (س)، (ح)، وهو الصواب لأجل المعنى وكما في "جامع البيان" للطبري ٢٠/ ٣٦.
(٢) في (ح): ولا تخاف ولا تحزن.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ٣٦ عن ابن إسحاق وابن زيد، ونسبه البغوي في "معالم التنزيل" للحسن ٦/ ١٩٤، ونسبه ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٤/ ٢٧٨ لابن زيد، ونسبه الرازي في "مفاتيح الغيب" ٢٤/ ٢٢٩ للحسن ومحمد بن إسحاق، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٢٥٥ عن الحسن وابن إسحاق وابن زيد، وذكر أبو حيان في "البحر المحيط" ٧/ ١٠٢ نحوه عن ابن زيد.
(٤) ما بين القوسين سقط من (س)، وجاء مكانه: ولدها وقع في يدي فرعون قال.
(٥) من (س)، (ح).
(٦) في (ح): عظيم.


الصفحة التالية
Icon