مكة وصاحب قمارهم أُبي بن خلف، والمسلمون وصاحب قمارهم أبو بكر - رضي الله عنه -، وذلك قبل تحريم القمار حتى غلبت الروم فارس وربطوا خيولهم بالمدائن (١) وبنوا الرومية فقمر أبو بكر أُبيًا وأخذ مال الخطر من ورثته وجاء به يحمله إلى رسول الله - ﷺ - فقال له النبي - ﷺ -: (٢) "تصدقبه" (٣).
وكان سبب غلبة الروم فارس على ما قال عكرمة وغيره أن شهريراز بعد ما غلب الروم لم يزل يطأهم (٤) ويخرب مدائنهم حتى بلغ الخليج، فبينا أخوه فرُّخان جالس ذات يوم يشرب، فقال: لأصحابه: لقد رأيت

= أنه الخدري، وليس كذلك، فإن الكلبي يكنى بأبي سعيد أيضًا كما في ترجمته، وقد ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ١ عن أبي سعيد، وزاد في نسبته السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٥٧٩ لابن المنذر وابن أبي حاتم، وابن مردويه جميعهم عن أبي سعيد.
(١) المدائن: مدينة كسرى قرب بغداد. "القاموس المحيط" للفيروزآبادي ١/ ١٥٩٢، "معجم البلدان" لياقوت ٤/ ٧٤.
(٢) ورد قبلها في مصادر التخريج زيادة: هذا السحت.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٣٠٨٦، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٥٧٦ ونسبه لأبي يعلى وابن مردويه وابن عساكر، وذكره ابن كثير بسند ابن أبي حاتم ١١/ ١٠، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق أبي يعلى ١/ ٣٧٣ بلفظ: هذا التحليب، وقال ابن عساكر: صوابه التنحيب. وذكر سنده عن أبي يعلى في "المطالب العالية" لابن حجر ٤/ ١٤٢ بلفظ: هذا للنجائب، والله أعلم، وهو ضعيف مداره على مؤمل بن إسماعيل وهو صدوق سيئ الحفظ.
(٤) وَطِيء الشي يطؤه، وطأ: أي: داسه، والمعنى: يُذلهم ويُهينهم. "لسان العرب" لابن منظور ١/ ١٩٥.


الصفحة التالية
Icon