فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله إني رجلٌ حُبِّبَ إليَّ الصوت، فهل في الجنة صوتٌ حسنٌ؟ قال: "إي والذي نفسي بيده، إن الله سبحانه ليوحي إلى شجرةٍ في الجنة أن أسمعي عبادي الذين اشتغلوا بعبادتي وذكري عن عزفِ البَرَابِطِ (١) والمزامير (٢)، فترفع صوتًا لم يسمع الخلائق مثله قط من تسبيح الرب وتقديسه" (٣).

= [٢١٨٧] الحكم على الإسناد:
فيه: عبد الله بن عرادة، فيه لين، وموسى بن سعيد، لم أجده، وأحمد بن الحسن لم يذكر بجرح أو تعديل، وابن مطيب فيه لين أيضًا، لكن الحديث صحيح كما سيأتي.
التخريج:
أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب درجات المجاهدين في سبيل الله (٢٧٩٠)، بإسناد آخر.
(١) البَرَابِط: جمع بربط وهو العود، وأصله بربت؛ لأن الضارب به يضعه على صدره، واسم المصدر: بر. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ١١٢، "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٢٥٨.
(٢) المزمار: آلة من خشب أو حديد أو معدن، تنتهي قصبتها ببوق صغير، والجمع: مزامير. "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٣٢٧، "المعجم الوسيط" ١/ ٤٠٠.
(٣) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٤٨٧، ونسبه للحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" عن أنس بإسنادٍ رجاله ضِعاف فيهم أسلم بن سهل لينه الدارقطني، وعكرمة بن عمار اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، وعكرمة قال عنه يحيى بن سعيد القطان: أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير ضعاف، وقال علي بن المديني: أحاديثه عن يحيى ليست بذاك مناكير، وقال البخاري: مضطرب في يحيى؛ دلّ ذلك على ضعف الحديث، وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ١/ ٢١١ عن أنس أيضًا، والظاهر أنهما حديثان وليسا حديثًا واحدًا، والله أعلم، وانظر: "سير =


الصفحة التالية
Icon