وقال أبو بكر الوراق (١): ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ الفقر والفاقة (٢).
﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ أي: المستقيم (٣)، ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (٤).

(١) من (س)، (ح).
(٢) الأثر لم أقف عليه، والصحيح في معنى الفطرة: التوحيد والإسلام، يدل على ذلك الأحاديث الصحيحة التي وردت.
(٣) ساقطة من (س)، (ح).
(٤) تضمن كلام المصنف تفسير الفطرة، فذكر ثلاثة أقوال هي:
الدين وهو الإِسلام، الخلقة السليمة، والفقر والفاقة، وهذِه المسألة مما كثرت فيها الأقوال، ويمكن إجمالها في ما يلي:
القول الأول: أنها البدأة التي ابتدأهم عليها وإلى ما يصيرون إليه عند البلوغ، فمن ابتدأه الله للشقاوة صار إليها؛ وإن عمل بعمل أهل السعادة، وهكذا السعادة.
القول الثاني: أنها الخلقة السليمة التي يخلق عليها الإنسان، أي: إنه خلق خلقة سليمة مستقيمة يعرف بها ربه إذا بلغ مبلغ المعرفة.
القول الثالث: أن المراد أن الله فطرهم على الإنكار والمعرفة، فلما أخذ منهم الميثاق: ألست بربكم؟، قالوا جميعًا: بلى، فأما أهل السعادة فقالوها طوعًا، وأما أهل الشقاوة فقالوها كرهًا لا طوعًا.
القول الرابع: أنها ما يقلب الله في قلوب الخلق إليه مما يريد ويشاء، فقد يكفر العبد ثم يؤمن والعكس، وقد يؤمن ويموت على ذلك والعكس.
القول الخامس: أنها ما أخذ الله من الميثاق من ذرية آدم قبل أن يخلقوا وهم على صورة الذر.
القول السادس: أنها الإِسلام.
وهذا القول هو الراجح لموافقته للقرآن، ولورود نصوص السنة صريحة في ذلك، ولوروده عن جمهور السلف، ويمكن أن يجمع بينه وبين بقية الأقوال الصحيحة =


الصفحة التالية
Icon