١٠ - قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ﴾
أي: أذاهم وعذابهم (١) ﴿كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ في الآخرة فارتد عن إيمانه ﴿وَلَئِنْ جَاءَ﴾ يعني: المؤمنين ﴿نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ﴾ هؤلاء المرتدون (٢) ﴿إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ﴾ وهو كاذبون ﴿أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ﴾.
١١ - قوله تعالى: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾
أي: ليميزنهم ويظهر أمرهم بالابتلاء والاختبار والفتن والمحن.
واختلف المفسرون في سبب نزول هذِه الآية:
فقال مجاهد: نزلت في ناس كانوا يؤمنون (٣) فإذا أُذوا رجعوا إلى الشرك. عكرمة عن ابن عباس: نزلت في المؤمنين الذين أخرجهم المشركون معهم إلى بدر فارتدوا وهم الذين نزلت فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ

(١) في (ح): وعقابهم.
(٢) في الأصل: المرتدين.
(٣) في (ح) بزيادة: بألسنتهم، فإذا أصابهم بلاء من الله أو مصيبة في أنفسهم افتتنوا، ضحاك: نزلت في ناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون. وهذِه الزيادة مذكورة في سبب النزول كما في "تفسير مجاهد" ٢/ ٤٩٣، وأخرجه بهذا اللفظ ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٣٠٣٧، والطبري في "جامع البيان" ٢٠/ ١٢٩، واللفظ: أناسٌ يؤمنون بألسنتهم، فإذا أصابهم بلاءٌ من الله أو مصيبة في أنفسهم افتتنوا وجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخرة.
وانظر: "أسباب النزول" للواحدي (٣٥٠)، "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٢٣١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٣/ ٣٢٣.


الصفحة التالية
Icon