مكان الملك الذي أمره الله أن يعرج إليه كقول إبراهيم عليه السلام ﴿إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي﴾ (١) وإنما أراد أرض الشَّام، وقال: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ﴾ (٢) أي: المدينة ولم يكن الله تعالى بالمدينة ولا بالشَّام (٣).
[٢٢٣٢] أخبرني ابن فنجويه (٤)، نا هارون بن محمَّد بن هارون (٥)، نا حازم بن يحيى (٦) الحلواني (٧)، نا محمَّد بن المتوكل (٨)،

(١) الصافات: ٩٩.
(٢) النساء: ١٠٠.
(٣) هذا تأويل للآية وحمل لها على غير معناها الصحيح، وهو نزول الأمر من الله بطريق ملائكته وعروجه إليه مرة أخرى، وفيها إثبات علو الله على خلقه؛ لأن العروج يكون من أسفل إِلَى أعلى وليس العكس، وقد أورد كل من تكلم على صفة العلو هذِه الآية ضمن أدلتهم، وعلق ابن رشد رحمه الله عليها وعلى مثيلاتها بقوله: الشرائع كلها مبنية على أن الله فِي السماء، وأن منه تنزل الملائكة بالوحي إِلَى النبيين، وأن من السماء نزلت الكتب، وإليها كان الإسراء بالنبي - ﷺ - حتَّى قرب.
"بيان تلبيس الجهمية" لابن تيمية ١/ ٣٠، وانظر: "كتاب التوحيد" لابن خزيمة ١/ ٢٥٧.
(٤) ثِقَة صدوق، كثير الرواية للمناكير.
(٥) لم أجده.
(٦) فِي (ح): محمَّد.
(٧) صدوق.
(٨) محمَّد بن المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان القُرشيّ الهاشمي، أبو عبد الله بن أبي السري العسقلاني.
روى عن: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير، وعبد الرزاق. روى عنه: أبو =


الصفحة التالية
Icon