الفساق وجميع المُؤْمنين، قال الفراء: إن الاثنين إذا لم يكونا مصمودين (١) لهما ذهب بهما مذهب الجمع (٢).
ثم ذكر حال الفرقتين ومآلهما فقال عز من قائل:
١٩ - ﴿أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
٢٠ - ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠)﴾.
٢١ - ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢١)﴾.
قال أُبي بن كعب وأبو العالية والضَّحَاك والحسن وإبراهيم: العذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها وبلاؤها مما يبتلي الله به العباد حتَّى يتوبوا. وهذِه رواية الوالبي عن ابن عباس (٣)، عكرمة

= مجاهيل، وأخرجه الواحدي في "الوجيز" ٣/ ٦٨٧ عن ابن عباس، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ١٠٥! وإسناده ضعيف، لضعف محمَّد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي مثله، وزاد في نسبته السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٧٠٥ للطبري وابن إسحاق، وذكره البَغَوِيّ في "معالم التنزيل" ٦/ ٣٠٧، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٤/ ٣٦٣، والزمخشري في "الكشاف" ٣/ ٢٤٥، وذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ١٠٣ مقتصرًا على أوله، والآية عامة في كل مؤمن وفاسق.
(١) أي: غير مقصودين، يقال: صمده وصمد إليه: قصده، وقيل: الذي يصمد في الحوائج إليه، أي: يُقْصَد. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٥٢، "لسان العرب" لابن منظور (صمد) ٣/ ٢٥٨.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٣٢.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٣٢، وأخرجه الطبري في "جامع البيان" عن ابن =


الصفحة التالية
Icon