أبي سرح، وطعمة بن أبيرق، فقالوا للنبي - ﷺ - وعنده عمر بن الخَطَّاب رضي الله عنه: ارفض (١) ذكر آلهتنا اللات والعزى ومناة (٢) وقل إن لها شفاعة ومنعة لمن عبدها وندعك وربك. فشق على النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- قولهم. فقال عمر بن الخَطَّاب - رضي الله عنه -: ائذن لنا يَا رسول الله في قتلهم. فقال -عليه السلام -: إنِّي قد أعطيتهم الأمان. فقال عمر: اخرجوا في لعنة الله وغضبه. فأمر النَّبِيّ - ﷺ - عمر أن يخرجهم من المدينة، وأنزل الله عز وجل: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾ من أهل مكة يعني: أَبا سفيان، وأبا الأعور، وعكرمة، والمنافقين عبد الله بن أبي،

(١) الرفض: تركك الشيء، والمراد هنا: أن لا يسب الأصنام، وأن يترك ذكرها بسوء ولا يتكلم فيها.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ١٦ (رفض).
(٢) قاله البُخَارِيّ في كتاب التفسير، باب ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩)﴾ (٤٨٥٨)، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: (اللات والعزى): كان اللات رجلا يلت سويق الحاج، وفي باب (ومناة الثالثة الأخرى) (٤٨٦١) عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رجال من الْأَنصار ممن كان يهل لمناة، ومناة صنم بين مكة والمدينة، قالوا يَا نبي الله، كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيمًا لمناة، فأنزل الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾. فطاف رسول الله - ﷺ - والمسلمون. وقال النووي: (مَنَاة) صَنَم كَانَ نَصَبَهُ عَمْرو بْن لُحَيّ في جِهَة البَحْر بِالْمُشَلَّلِ مِمَّا يَلِي قُدَيْدَا، وَكَذَا جَاءَ مُفَسرًا في المُوَطَّأ، وَكَانَتْ الأزد وَغَسَّان تُهِلّ لَهُ بِالْحَجِّ، وَقَالَ ابن الكَلْبِي: (مَنَاة) صَخْرَة لِهُذَيْل بِقُدَيْد. وعن ابن عباس: أن العزي كانت ببطن نخلة، وأن اللات كانت بالطائف، وأن مناة كانت بقديد. قال علي بن الجعد: بطن نخلة: هو بستان بني عامر.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ٢٩٧.


الصفحة التالية
Icon